اسعار السجائر اليوم، لا يمر وقت طويل حتى تعلن إحدى الشركات المسؤولة عن إنتاج السجائر في مصر، والتي تعد من أكثر السلع انتشارا بين المصريين، عن أسعار جديدة وصلت إلى أرقام قياسية، في الوقت الحالي، منتجات شركة الشرقية للدخان لم تعد مطلوبة كما كانت في السابق، فقد بدأ المصريون بالتوقف تدريجيا عن تدخين السجائر الشعبية التي كانت الأكثر انتشارا، والتي كانت تعتبر سبيلا للتحكم في الرغبات الشخصية. بدأت السجائر مثل “كوكو الضعيف” التي كانت مرتبطة بسجائر كليوباترا تفقد شهرتها.
ارتفاع كبير في أسعار السجائر
مع الأزمة الاقتصادية، لم يعد للشركات وحدها المسؤولية عن تحديد الأسعار، بالرغم من أن الشركات تعلن الأسعار بوضوح، وأعلنت الشرقية للدخان سعر السجائر مثل كليوباترا الذي وصل إلى حوالي 25 جنيها.د، « البديل » قامت بجولة في عدة مناطق في القاهرة لمعرفة أسعار مختلفة لنوع واحد من السجائر مثل كليوباترا كمثال، وأيضًا لاحظت اختفاء البوكس بشكل غير مبرر، على الرغم من إعلان شركة الشرقية للدخان استمرارها في السوق وإنتاجها.
من يتحكم في أسعار السجائر؟
كشفت المحلات الخمس التي قمنا بزيارتها عن أسعار متفاوتة. عندما طلبنا من أحدهم شراء أكثر من “قاروصة” للبوكس، أخبرنا صاحب المحل أنها غير متوفرة حاليًا، ولكنه يمكنه توفيرها إذا توصلنا إلى اتفاق حول سعر مناسب، وبذلك، فإن السعر المحدد سيكون متفاوتًا وأعلى بكثير من القيمة الحقيقية للسعر المعلن من قبل الشركة الشرقية للدخان، والتي تصر في كل بياناتها على ضرورة الالتزام بالتسعيرة الرسمية.
من “أمزجة الفقراء” إلى “أمزجة الأثرياء”، رغم أنها قد تكون نسبية، إلا أن السيجارة الميريت لا تزال الأكثر انتشارًا بين فئات اجتماعية معينة، تقوم شركة فيليب موريس بإنتاجها جنبًا إلى جنب مع السجائر الضيقة والحمراء من مالبورو، وقد أعلنت الشركة عن زيادة أسعارها لتصل سيجارة الميريت إلى 65 جنيهًا، بينما وصلت سيجارة مالبورو إلى ما يقرب من 54 جنيهًا، وعلى الرغم من ذلك، لم يلتزم التجار بهذا الزيادة التي تقدر بـ5 جنيهات على جميع منتجاتها.
أسعار السجائر الرسمية
خلال جولتنا ، أشار أحد التجار إلى أن لا أحد يلتزم بالتسعيرة الرسمية ، ويعتبرها “غير عادلة” ، خاصة وأن شركات التوزيع تتأخر دائمًا في توصيل السجائر له وبالتالي له الحق في تعويض الربح الذي يفقده أثناء تأخر شركات التوزيع ، وبالتالي يبيع الميريت بسعر يقترب من 90 جنيهًا في بعض الأحيان ، ربما يقل في بعض الأحيان حسب طلب الزبون أو عدد العبوات المطلوبة والتي يأخذ فيها في الاعتبار السعر.
مثالًا، تحتوي كرتونة سجائر الكليوباترا على حوالي 50 “خرطوشة” من السجائر، حيث تحتوي كل علبة سجائر على 20 سيجارة. ولكن وفقًا للتاجر، إذا تأخر وصول هذه الكرتونة، فإن حصته الإجمالية من هذه السلعة التي تُعد واحدة من الأكثر مبيعًا تصبح ضئيلة للغاية. وبالتالي، يحاول أن يأخذ ذلك في الاعتبار لمعادلة الربح.
رفع أسعار السجائر مسؤولية الجميع
يرغب إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة التبغ في الغرف التجارية، في ضرورة إضافة ضريبة على السجائر من قبل مجلس الوزراء، وذلك للمساعدة في تعديل ربح التجار وهذا الأمر الذي لم يحدث مما أدى إلى حدوث أزمة حقيقية مع الوقت وظهور السوق السوداء للسجائر للمرة الأولى في تاريخ مصر، ويشير إلى أن هذه الأزمة هي نتيجة إفتعالها من قبل المواطنين والحكومة والتجار ويمكن حلها بسهولة.
مع مرور الوقت، تجد الشركات نفسها مضطرة لرفع الأسعار وهذا هو الأمر الذي نقابله تقريباً أسبوعياً من قبل مختلف شركات إنتاج أنواع السجائر في مصر، يشير إلى أن الحكومة يجب أن تتعامل مع هذه القضية بجدية وسرعة خاصة، حيث يحصل أكثر من 20 مليون شخص مدخن في مصر على الأقل على صندوقين من السجائر يومياً، وهو حجم اقتصادي كبير جداً ولا ينبغي الاستهانة به.
وفي سياق مماثل، أعرب هاني أمان، الرئيس التنفيذي لشركة الدخان الشرقية، عن أن السبب الرئيسي لهذه الأزمة يعود إلى التجار الذين اتهمهم بتخزين الحاويات على الرغم من أنها وصلت إليهم بالفعل وفقاً للحصص المحددة، وأوضح أنهم في أي حال سيستمرون في التخزين، وهذا يتطلب تشديد الرقابة عليهم من قبل إدارات التوريد في جميع محافظات البلاد.
والزيادة الأولى في الأسعار تعود إلى ارتفاع ثمن المواد الخام حيث أشار إلى أن 90% منها مستورد بالفعل، وبالتالي فإن الشركة تتجه نحو رفع أسعار منتجاتها لتستطيع الاستمرار في الإنتاج بنفس القوة والمعدلات، وأشار أيضًا إلى أنّ الأمور تسير بشكل طبيعي حاليًا وقد يحدث أحيانًا انخفاض تعوّضه في وقت آخر.