في ظل تطورات مالية متسارعة، شهدت السوق السوداء استقراراً في سعر الدولار، مسجلاً 39 جنيهًا، وذلك عقب فترة من التقلبات الحادة والانهيار المتتالي الذي استمر لمدة خمسة أيام، جاء هذا التغيير في أعقاب إعلان مصر عن استلام الدفعة الأولى من تمويل تطوير مدينة رأس الحكمة، والتي بلغت قيمتها 10 مليارات دولار من الإمارات.
ترقب وحذر في السوق السوداء
وفقًا لما أفاد به مراقبون، شهدت حركة البيع والشراء للدولار في السوق السوداء توقفًا مؤقتًا، حيث يتخذ المضاربون موقفًا حذرًا في انتظار تحركات البنك المركزي المصري المحتملة بخصوص تعديل سعر الدولار رسميًا في البنوك، هذا الحذر يأتي أيضًا في ضوء تقييم قدرة القطاع المصرفي على تدبير العملة الأجنبية، خاصة بعد الإعلان عن الدعم المالي الضخم من الإمارات، يشير هذا الوضع إلى مرحلة من الجمود في البيع والشراء، مما يعكس الحالة الحذرة التي تسود السوق في الوقت الراهن.
هذه التطورات تأتي في وقت حساس، حيث يترقب المستثمرون والمضاربون على حد سواء تأثير هذه الأحداث على استقرار العملة والاقتصاد المصري بشكل عام، فيما تعتبر الدفعة المالية الإماراتية خطوة إيجابية نحو تعزيز الثقة في السوق المالي المصري.
انخفاض سعر الدولار وتقليص الفجوة مع السوق الرسمية
في غضون الأيام الأربعة الماضية، فقد الدولار نحو 15 جنيهًا من قيمته في السوق السوداء، لينخفض من مستوى 63.5 جنيه إلى 39 جنيهًا، في حين استقر سعره في القطاع المصرفي الرسمي عند حدود 31 جنيهًا، هذا التراجع يعكس تقليصًا ملحوظًا في الفجوة بين السوقين، ما يؤشر على تزايد الثقة في الاقتصاد المصري وفعالية السياسات النقدية المتبعة.
كان سعر الدولار قد بلغ في فترات سابقة أكثر من 73 جنيهًا في السوق السوداء، قبل أن تبدأ موجة الانخفاض التي تزامنت مع الإعلان عن تنفيذ أكبر صفقة استثمارية إماراتية في مصر بإجمالي 35 مليار دولار، ومن المنتظر أن تتلقى مصر دفعة ثانية من الاستثمار بقيمة 20 مليار دولار في الشهرين القادمين، ما يبشر بمزيد من الاستقرار والنمو الاقتصادي.
