اليوم تحتفل مصر والعديد من الدول العربية بعيد الأب العالمي، والذي يوافق 21 يونيو من كل عام، إذ يُعتبر هذا اليوم فرصة للاعتراف بفضل الآباء وشكرهم على ما يقدمونه من تضحيات ودعم لأسرهم ومجتمعاتهم، وعلى الرغم من اختلاف مواعيد الاحتفال بيوم الأب بين الدول، إلا أن الهدف المشترك هو الاحتفاء بدور الآباء المهم وتقدير إسهاماتهم في حياتنا.
سونورا وبداية الاحتفال بعيد الأب العالمي
تعود أصول الاحتفال بعيد الأب العالمي إلى عام 1910، عندما اقترحت سونورا دود، ابنة أحد الجنود المشاركين في الحرب الأهلية الأمريكية، بتخصيص يوم لتكريم الآباء، حيث كانت متأثرة بحب والدها الذي تكفل بتربيتها وإخوتها بعد وفاة والدتها، وهي الفكرة التي لقت حينها دعمًا محليًا وتطورت لتصبح تقليدًا وطنيًا في الولايات المتحدة، حيث تم الاحتفال بأول يوم للأب في 19 يونيو 1910، ولكن في عام 1972، أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون رسميًا أن الأحد الثالث من شهر يونيو سيكون يومًا وطنيًا للاحتفال بالآباء في الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين انتشر هذا التقليد إلى أكثر من 110 دول حول العالم، ليصبح عيد الأب مناسبة عالمية.
يوم الأب العالمي تقدير الآباء والاحتفال بهم
هذا ويعد اليوم العالمي للأب هو فرصة للاعتراف بدورهم المهم والمتنوع في حياة أطفالهم، كما تعبر العائلات عن تقديرها للآباء بطرق مختلفة، من تقديم الهدايا والبطاقات إلى تنظيم وجبات طعام خاصة والقيام بأنشطة عائلية ممتعة، في هذا اليوم تفضل الكثير من العائلات تنظيم نزهات أو احتفالات منزلية أو تقديم هدايا رمزية تعبر عن الحب والامتنان.
فعاليات الاحتفال بعيد الأب
في العديد من المجتمعات حول العالم، يتم تنظيم فعاليات خاصة للاحتفال بعيد الأب، تشمل هذه الفعاليات سباقات بين الآباء وأبنائهم، والتجمعات في الحدائق العامة، وممارسة الأنشطة لا تقتصر على الترفيه فحسب، بل تهدف إلى تعزيز الروابط الأسرية وإظهار التقدير للآباء بطريقة مميزة، كما أنه وفي بعض الأماكن، تنظم المؤسسات المجتمعية والنوادي برامج وفعاليات تشمل العروض الموسيقية والورش الفنية التي تتيح للعائلات قضاء وقت ممتع معًا.
موعد الاحتفال بعيد الأب العالمي في الدول العربية
بينما تحتفل معظم الدول العربية بعيد الأب في 21 يونيو، هناك بعض الاستثناءات، حيث تحتفل فلسطين وسوريا واليمن وموريتانيا والسودان وجيبوتي والصومال بعيد الأب في تواريخ مختلفة، على الرغم من هذا التنوع في المواعيد، يبقى الهدف واحدًا: تكريم الآباء والاعتراف بدورهم الكبير في حياة أطفالهم وأسرهم.
التأثير الإيجابي للآباء على الأطفال
تشير الأبحاث والدراسات إلى أن الآباء المحبين والداعمين لديهم تأثير إيجابي كبير على تنمية أطفالهم، فهم يساهمون في تعزيز احترام الذات والثقة بالنفس والمهارات الاجتماعية لدى الأطفال، كما أثبتت تلك الدراسات أن وجود آباء مشاركين في حياة أطفالهم يقلل من معدلات التسرب من المدرسة ويقلل من احتمالات الانخراط في السلوكيات الخطرة، الآباء الذين يشاركون بنشاط في حياة أطفالهم يساهمون في بناء بيئة أسرية صحية ومستقرة، مما يؤثر بشكل إيجابي على النمو العقلي والعاطفي للأطفال.
يعتبر الاحتفال باليوم العالمي للأب أكثر من مجرد يوم آخر في التقويم، فهو فرصة للاحتفال بالرجال الذين يبذلون الجهد كل يوم لإثراء حياة أطفالهم وأسرهم، إنه وقت للتقدير والإلهام والتأمل حول الدور الحيوي الذي يلعبه الآباء في تكوين أطفال وعائلات قوية ومجتمعات صحية، لذا يجب أن ننتهز هذه الفرصة لنعبر عن امتناننا لجميع الآباء ونقول لهم: “شكرًا لكم على كل ما تفعلونه” بهذه الكلمات البسيطة، يمكننا أن نحدث فرقًا كبيرًا في حياتهم ونمنحهم شعورًا بالتقدير والمحبة التي يستحقونها.