“حياة الماعز” ليس مجرد فيلم درامي آخر عن البقاء، إنه تجربة سينمائية عميقة تأخذ المشاهد في رحلة مؤثرة عبر حياة نجيب، العامل المهاجر الذي أصبح عبدًا في صحاري الشرق الأوسط، فقد اعتمد المخرج بليسي على رواية بنيامين الشهيرة “Aadujeevitham”، لكنه لم يكتفِ بنقل القصة من الورق إلى الشاشة فقط، بل سعى لخلق تجربة مرئية تتجاوز النص المكتوب لتكون رواية بصرية تستحق الوقوف عندها.
فيلم حياة الماعز ورؤية المخرج
بليسي، المعروف بإبداعه في تقديم القضايا الاجتماعية بميزانيات منخفضة، رفض التنازل عن رؤيته في “حياة الماعز” منذ عام 2008، وهو يعمل على تحويل الرواية إلى فيلم طويل، واضعًا نصب عينيه تقديم “فيلم حدث” يشابه في ضخامته فيلم “Life of Pi”، ومع ذلك واجه المخرج تحديات هائلة في تأمين التمويل اللازم، ما أجل المشروع لسنوات حتى وجد أخيرًا منتجًا يدعم رؤيته في عام 2015.
التحديات الإنتاجية وتصوير الفيلم
بدأ التصوير في مارس 2018 واستمر حتى يوليو 2022، وتم تقسيمه إلى ستة جداول زمنية في مواقع متعددة تشمل صحاري الأردن والصحراء الكبرى في الجزائر، بالإضافة إلى بعض المشاهد التي تم تصويرها في ولاية كيرالا بالهند، إلا أن جائحة كوفيد-19 عرقلت الإنتاج، حيث تقطعت السبل بالطاقم في الأردن لمدة 70 يومًا، وعلى الرغم من هذه العقبات، نجح الفريق في إنهاء التصوير وإعادة الفريق إلى الهند بأمان.
الرسائل والمعاني العميقة في “حياة الماعز”
“حياة الماعز” ليس مجرد فيلم عن النجاة من الظروف القاسية، بل هو أيضًا سرد بصري عميق للعزلة والعبودية والمعاناة الإنسانية يظهر الفيلم كيف تتحول حياة نجيب من حلم بسيط بالعمل في الخارج إلى كابوس واقعي، وهو تصوير مؤلم لتجربة آلاف الأشخاص الذين يجدون أنفسهم في ظروف مشابهة حول العالم.
النجاح التجاري والتقدير العالمي لفيلم حياة الماعز
عُرض فيلم “حياة الماعز” لأول مرة في 28 مارس 2024، وحقق نجاحًا باهرًا بإيرادات تجاوزت 160 كرور روبية (19 مليون دولار أمريكي)، حظي الفيلم بتقدير نقدي وجماهيري واسع، حيث أصبح ثالث أعلى فيلم مالايالامي من حيث الإيرادات على الإطلاق، وثاني أعلى فيلم مالايالامي لعام 2024.